top of page

دهون الكــــبد

مقدمة — مرض الكبد الدهني غير الكحولي هو حالة طبية تتسم بتراكم الدهون في الكبد. هناك نوعان من الارتشاح الدهني الكبدي:

●الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)هي حالة حميدة بشكل عام يكون فيها التراكم الدهني بسيطًا وغير مصحوب بالتهاب

●التهاب الكبد الدهني غير الكحولي  (NASH)هو حالة يكون فيها التراكمالدهني مصحوبًا بالالتهاب (التهاب الكبد الدهني)

ليتم تشخيص شخص ما بأي من النوعين، يجب ألا تكون لديه أي سوابق للإفراط في تناول الكحول أو أية مشكلة أخرى قد تكون سببًا لمرض الكبد (مثل الإصابة بعدوى فيروس التهاب الكبد سي).

الكبد الدهنية الكبد الدهني غير الكحولي  (NAFLD) هي حالة حميدة بشكل عام، يتزايد شيوعها في المملكه العربية السعودية حيث أصبحت زيادة الوزن والسمنة أكثر شيوعًا. وقد أصبحت الآن أكثر أمراض الكبد شيوعًا في الولايات المتحدة والبلدان الغربية الصناعية لأخرى. في حال الكبد الدهني، يقوم الكبد بوظائفه بشكل طبيعي ويظهر سليمًا تحت المجهرفي حال أخذ خزعه من الكبد باستثناء تراكم الدهون في الخلايا. غالبًا ما يتم اكتشاف الكبد الدهني غير الكحولي عند إجراء اختبارات تصوير لأسباب أخرى (كالتصوير بالموجات فوق الصوتية للبحث عن حصواتالمرارة) تكون نتائج اختبارات الدم الخاصة بوظائف الكبد إما طبيعية، أو قد يكون هناك ارتفاع بسيط في مستويات إنزيمين ينتجهما الكبد، وهما ناقلة ALT وAST. قد يتم تأكيد التشخيص بإجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية للربع الأعلىالأيمن من البطن. إذا كانت نتائج اختبارات الدم الخاصة بوظائف الكبد مرتفعة جدًا أو إذا كانت هناك علامات أخرى دالةعلى مرض الكبد (كاصفرار الجلد)، يمكن أن يوصى بأخذ خزعة من الكبد للبحث عن مشاكل أخرى كالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي. فيما عدا فقدان الوزن، لا يوجد أي علاج آخر، إلا أنه على الأشخاص المصابين بمرض في الكبد أن يتلقوا تطعيمًا ضد التهاب الكبد أ و ب إذا لم يكونوا محصنين بالفعل.يُستبعَد المرضى المصابون بالكبد الدهني كمتبرعين بالكبد أثناء حياتهم أو بعد مماتهم. لا ينشأ لدى معظم المصابين بالكبد الدهني غير الكحولي أي التهاب، إلا أن ذلك يحدث في بعض المرضى.

التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH)— التهاب الكبد الدهني غير الكحولي حالة تسبب الالتهاب وتراكم الدهون والأنسجة الليفية (الندبات) في الكبد. قد ترتفع إنزيمات الكبد في الدم إلى مستويات أعلى من تلك الارتفاعات الطفيفة التي تُشاهَد في المرضى المصابين بالكبد الدهني غير الكحولي. على الرغم من أن حالة مشابهة قد تصيب مدمني الكحول، يحدث التهاب الكبد الدهني غير الكحولي في الأشخاص الذين يتناولون القليل من الكحول أو لا يتناولونه على الإطلاق. سبب حدوث التهاب الكبد الدهني غير الكحولي غير معروف على وجه التحديد، إلا أنه يحدث أكثر في الأشخاص المصابين ببعض الحالات المَرَضية المعينة كداء السكري، والسمنة.

إن سبب حدوث التهاب الكبد الدهني غير الكحولي غير واضح، ولكن البحث مستمر لمحاولة إيجاد علاجات ناجعة.

في الوقت الحالي، يتركز علاج التهاب الكبد الدهني غير الكحولي على السيطرة على بعض الحالات المَرَضية المرتبطة به (كداء السكري والسمنة) ومراقبة تطور المرض. تشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يشربون القهوة تنخفض لديهم نسبة إصابتهم بتندب الكبد، كما يرى بعض الباحثين أن تناول كمية معتدلة من القهوة قد يكون مفيدًا. كما في حال الكبد الدهني غير الكحولي، يجب على الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي أن يتلقوا تطعيمًا ضد التهاب الكبد أ و ب إذا لم يكونوا محصنين بالفعل

الحالات المَرَضية المرتبطة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي — على الرغم من أن سبب الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي غير معروف، فإنه أكثر ما يُشاهَد في الأشخاص المصابين بواحدة أو أكثر من الحالات التالية:

السمنة – يعاني أكثر من 70% من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي من السمنة، ومعظم الأشخاص الذين يعانون من السمنة والمصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي تزيد أوزانهم عن وزنهم المثالي بنسبة 10 إلى 40%

.

داء السكري– يعاني حتى 75% من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي بداء السكري من النوع الثاني.

●ارتفاع الشحوم في الدم (الدهون الثلاثيه والكوليسترول) – يعاني حوالي 20 إلى 80% من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي من ذلك

●الأدوية والسموم – تم ربط العديد من الأدوية التي تُستعمَل لعلاج بعض الحالات المَرَضية بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي، بما في ذلك أميودارون (من أسمائه التجارية: كوردارون، باسيرون)، وتاموكسيفين (من أسمائه التجارية: نولفاديكس، تامون)، والكورتيزون.

أعراض التهاب الكبد الدهني غير الكحولي. — لا تظهر على معظم الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي أية أعراض.

تشخيص التهاب الكبد الدهني غير الكحولي — غالبًا ما يتم اكتشاف الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي أثناء فحص مخبري روتيني. يمكن لاختبارات أخرى أن تساعد في تأكيد وجود التهاب الكبد الدهني غير الكحولي واستبعاد الإصابة بأنواع أخرى من أمراض الكبد. يمكن للاختبارات التصويرية (كالتصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير الطبقي (CT scan) أو التصوير بالرنين المغناطيسي) أن تكشف عن تراكم الدهون في الكبد ولكن لا يمكنها التمييز بين التهاب الكبد الدهني غير الكحولي وغيره من أمراض الكبد التي لها نفس المظهر. يمكن أن تستدعي الحاجة أخذ خزعة من الكبد لتأكيد الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي إذا لم يكن بالإمكان استبعاد الأسباب الأخرى لمرض الكبد.

اختبارات وظائف الكبد — تقوم اختبارات الدم التي تقيس وظائف الكبد بذلك عن طريق قياس مستويات المواد التي ينتجها الكبد أو يقوم بتأييضها. تساعد هذه المستويات على تشخيص الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي والتفرقة بين التهاب الكبد الدهني غير الكحولي والتهاب الكبد الكحولي. ترتفع مستويات اثنين من الإنزيمات  AST وALT في حوالي 90% من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.

اختبارات الدم الأخرى — يمكن أن يكون إجراء اختبارات إضافية للدم مفيدًا لاستبعاد المسببات الأخرى لمرض الكبد. تشمل هذه الاختبارات عادة اختبار التهاب الكبد الفيروسي (التهاب الكبد ب أو سي)، ومن الممكن كذلك أن تشمل اختباراتلمسببات أقل شيوعًا لمرض الكبد , مثل الأمراض المناعية

خزعة الكبد والفيبروسكان — على الرغم من أن الاختبارات قد تشير إلى الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي، قد يستدعي الأمر أخذ خزعة من الكبد لتأكيد هذا التشخيص. قد يتطلب الأمر أخذ خزعة من الكبد إذا لم يكن بالإمكان استبعاد المسببات الأخرى لمرض الكبد من خلال اختبارات الدم والتصوير الاعتيادية. كما يمكن لخزعة الكبد أن تساعد في تحديد شدة الالتهاب وفي الكشف عن تندب الكبد ، ويمكنها كذلك أن تُعطي بعد الأدلة التي تساعد على التنبؤ بالمسار المستقبلي للمرض. يقوم الإجراء على أخذ عينة صغيرة من نسيج الكبد وإرسالها إلى المختبر لفحصها تحت المجهر. تتوفر المزيد من المعلومات حول إجراء خزعة الكبد في موضوع آخر.

الفيبروسكان هو اختبار بسيط يستخدم الموجات فوق الصوتية لتحديد مدى صلابة أو خشونة الكبد. يمكن بعدها استعمال هذه الصلابة كمعيار لتقدير كمية الندبات في الكبد وما إذا كان التشمع قد حدث. حين توفره، يُعتبَر الفيبروسكان بديلاً لخزعة الكبد للكشف عن تندب الكبد.

علاج التهاب الكبد الدهني غير الكحولي — لا يوجد علاج يشفي من التهاب الكبد الدهني غير الكحولي تمامًا، إنما يهدف العلاج إلى السيطرة على الحالات المَرَضية المرتبطة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي، كالسمنة، وداء السكري، وفرط دهون الدم. هناك العديد من العلاجات التجريبية التي تتم دراستهامع الأدوية التي تعالج مقاومة الإنسولين.

تخفيف الوزن — يمكن لتخفيف الوزن أن يخفض من مستويات إنزيمات الكبد والإنسولين وأن يؤدي إلى نوعية حياة أفضل. يجب أن يكون فقدان الوزن تدريجيًا (ليس أكثر من 1.6 كيلوجرام في الأسبوع)، لأن الفقدان السريع للوزن تم اقترانه بتفاقم مرض الكبد. يمكن لمزود الرعاية الصحية أو اختصاصي التغذية أن يصف نظامًا غذائيًا لتخفيف الوزن خاصًا بالفرد.

 

فيتامين Eـ — بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أنواع متقدمة من التهاب الكبد الدهني غير الكحولي والذين لا يعانون كذلك من داء السكري أو مرض قلبي، قد يوصي الطبيب أحيانًا بتناول لفيتامين E. هناك بعضالأدلة التي تشير إلى أن فيتامين E قد يقلل من التلف الذي يصيب الكبد نتيجة لالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي، إلا أن هذه الأدلة تُعتبَر ضعيفة. بل وهناك أدلة تشير أيضًا إلى أن تناول جرعات عالية من فيتامين E  قد تزيد من خطر الوفاة. لا تتناول فيتامين E  إلا إذا أوصاك طبيبك بذلك

مصير التهاب الكبد الدهني غير الكحولي — يُعتبَر التهاب الكبد الدهني غير الكحولي حالة مزمنة إجمالاً (بمعنى أنه يستمر لسنوات طويلة). من الصعب التنبؤ بمسار التهاب الكبد الدهني غير الكحولي في شخص ما. لا توجد الكثير من العوامل التي تساعد على التنبؤ بمسار هذا المرض، إلا أن الملامح التي تكشف عنها خزعة الكبد قد تكون مفيدة.

ولكن مما يُستبشَر به هو أن معظم المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي لا تنشأ لديهم مشكلات خطيرة. وقد أظهرت نتائج إحدى الدراسات أن معظم المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي يعيشون لمدة تماثل ما يعيشهغير المصابين بالمرض. بالإضافة إلى ذلك، تظل نتائج اختبارات وظائف الكبد مستقرة على مر الزمن لدى معظم الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي

.

وعلى الرغم من ذلك، يمكن لالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي أن يتطور لدى بعض الأشخاص، حيث أشارت نتائج إحدى الدراسات التي قامت بتعقب تلف الكبد على مر الزمن أن المرض قد تحسن في حوالي 3% من الأشخاص، وظل مستقرًا على حاله في 54% من الأشخاص، وتدهور في 43% منهم.

إن أخطر مضاعفات التهاب الكبد الدهني غير الكحولي هو تشمع الكبد، والذي يحدث عندما يصبح الكبد شديد التليف. في إحدى الدراسات، أُصيب ما بين 8 و26% من الأشخاصالذين يعانون من التهاب الكبد الدهني غير الكحولي بتشمع الكبد. تُعتبَر النساء الأكبر سنًا والمصابات بداء السكري أكثر عرضة للإصابة بتليف الكبد، كما يعاني معظم المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي من المتلازمة الأيضية (السكري، والسمنة، وفرط شحميات الدم). تجعل المتلازمة الأيضية الأشخاص المصابين بها أكثر عرضة للإصابة بمرض القلب، ولكن مما يمكن الاستبشار به أن علاجات التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (فقدان الوزن على وجه التحديد) تساعد أيضًا في علاج المشاكل الأخرى التي تُعتَبر جزءًا من المتلازمة الأيضية.

bottom of page